يعد منتجع بافوس القبرصي قاعدة لمنشأة اعتراض فرنسية يجري تعزيزها حاليًا، في ظل تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط. وتتطلع فرنسا أيضًا إلى تعزيز تحليلاتها مع زيادة اتصالاتها بشكل أكبر بشأن معلوماتها الاستخباراتية.
بدأ جهاز المخابرات العسكرية الفرنسي DRM بإرسال قوات لتعزيز عمليات الاعتراض في قاعدة استخبارات الإشارات الكائنة في منتجع بافوس القبرصي، وذلك بهدف تحسين تغطيتها للأزمة المستمرة بين حماس وإسرائيل. وتعتبر هذه المنشأة ضرورية لوحدة إدارة الكوارث، التي تفتقر إلى وسائل الاستخبارات المحمولة جواً لمسافات طويلة منذ خروج طائرتين من طراز C-160 Transall Gabriel عن الخدمة في عام 2022.
ولذا، أرسلت فرنسا محللين وفنيين مختصين في استخبارات الإشارة من مركز استطلاع سلاح الجو الفرنسي (CRA) وEscadron Electronique Sol (EES) في أورليانز، وفوج إشارات الجيش الفرنسي “فوج الإرسال 44e”، إلى المنشأة الواقعة على مشارف بافوس القبرصية. هناك، وعلى سفوح جبل أوليمبوس المطلة على البحر، تتيح قباب الرادار والهوائيات للفرنسيين الاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية المكثفة في المنطقة. ويتم تشغيل المحطة بالاشتراك مع أجهزة المخابرات القبرصية منذ عام 2019.
وفي الغالب، استُخدمت المنشأة حتى الآن لاعتراض الاتصالات شرق البحر الأبيض المتوسط وتقديم معلومات استخباراتية عن الوجود الروسي والتركي في سوريا، وكذلك لمراقبة أنشطة مختلف الجماعات المسلحة النشطة في المنطقة. كما تحوي محافظة المفرق الأردنية منشأة أخرى توفر معلومات استخباراتية لـ “عملية الشمال”. وتستضيف قاعدة الملك الحسين الجوية في الأردن قرب الحدود مع سوريا منذ عام 2016 وحدة من جهاز المخابرات العسكرية الفرنسي DRM، وقد عُززت مؤخرًا لتلبية الحاجة إلى مزيد من المعلومات الاستخبارية حول الصراع بين حماس وإسرائيل. وستعزز المعلومات الاستخبارية التي جُمعت التعاون المتزايد بين جهاز المخابرات العسكرية الفرنسي وجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، حيث تُعتبر هذه المعلومات بالغة الأهمية لمتابعة أزمة الرهائن، وكذلك للعثور على قادة حماس.
يتطلع جهاز المخابرات العسكرية الفرنسي إلى تعزيز قدراته، فقد بات عليه الآن بموجب أوامر من مكتب الرئيس ماكرون أن يحذو حذو أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأن يعمل بحرية أكبر في تحليلاته الاستخباراتية للتأثير على وسائل الإعلام والسجالات الجيوسياسية. فوجود المزيد من المعلومات التقنية الرسمية تحت تصرفه سيعطيه المزيد من المصداقية بالنسبة للمعلومات التي يقدمها. وقد بدأ أول جهد فرنسي في هذا الإطار عقب الهجوم الذي استهدف المستشفى المعمداني في غزة والذي قيل حينها إن صاروخًا أُطلق من غزة تسبب به، وذلك بناءً على صور وبيانات كانت متاحة علنًا لا على بيانات المخابرات الفرنسية، كما كانت العديد من التحليلات الشاملة للهجوم متاحة من مصادر أخرى عبر الإنترنت، الأمر الذي كشف عن محدودية قدرة تحليل الاستخبارات الفرنسية في مثل هذه المواقف.
تاريخ النشر في 02/11/2023
للاطلاع على المقال من مصدره اضغط هنا
