ترجمات

إنتلجنس أونلاين: شبكة محمد دحلان

رغم أنَّ أنشطته الإقليمية تجعله منشغلًا، فإنَّ محمد دحلان لم يفقد الاتصال بالمشهد السياسي في فلسطين، ما يجعل من المفهوم أنَّه قد يعود في وقت ما. اهتم دحلان بموطنه الأصلي قطاع غزة، حيث نظم سلسلة من عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي تمولها أبو ظبي، التي تهدف لتعزيز الصورة. ولعرقلة مسار دحلان السياسي، منعه الرئيس محمود عباس من خوض أي انتخابات مستقبلية، لكن ذلك لم يمنعه من القيام بخطواته، سواء في فلسطين أم في جميع أنحاء المنطقة.

لم يحظ دحلان، الذي اعتُبر في بعض الأحيان مقربًا للغاية من مصر، وفي أحيان أخرى مقربًا جدًّا من إسرائيل، بالاهتمام في الضفة الغربية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، واضطر إلى الاستقالة من منصبه كرئيس لجهاز الأمن الوقائي في عام 2007 بعد وصول حماس إلى السلطة في غزة. وذهب إلى المنفى في عام 2011، منتقلًا في البداية إلى القاهرة، ثُمَّ مستقرًا بعد ذلك في أبو ظبي مع زوجته جليلة دحلان وأولادهما الأربعة.

وبينما كان يراقب السياسة الفلسطينية، ألقى بنفسه في منصب جديد كمستشار خاص لولي العهد الإماراتي آنذاك، محمد بن زايد آل نهيان، الذي عمل طيارًا مقاتلًا في القوات الجوية الإماراتية. وأصبح دحلان ممثلًا لمصالح الإمارات في الخارج، لا سيما في صربيا، حيث ساعد في إتمام الصفقات التجارية الإماراتية، وفي اليمن حيث أشرف على تجنيد الشركات العسكرية الخاصة. وبقي في طليعة العلاقات الإماراتية الإسرائيلية في أعقاب التطبيع الدبلوماسي بين البلدين.

دخل دحلان -المعروف أيضًا بكنيته “أبو فادي”، الذي وُلد في خان يونس بقطاع غزة عام 1961- المعترك السياسي مبكرًا، وانضم إلى شباب حركة فتح منذ عام 1982، وتبع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات إلى المنفى في تونس قبل أن يعود إلى غزة في عام 1985، حيث اعتقلته إسرائيل. وبعد عامين في السجون الإسرائيلية، حيث بذل جهدًا في تعلم العبرية، أُطلق سراحه، ولكن بعد فترة وجيزة اعتُقل مرة أخرى لمشاركته في الانتفاضة الأولى. وعلى إثر ذلك، هرب أولًا إلى عمّان ثُمَّ إلى تونس. وارتقى دحلان، الذي وضع أبو عمار -كنية ياسر عرفات- عينه عليه، تدريجيًّا في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية حتى عُين رئيسًا لجهاز الأمن الوقائي في غزة، عقب اتفاقيات أوسلو عام 1994.

شارك دحلان، الذي رُقي إلى رتبة عقيد، في قيادة الأمن الوقائي مع نظيره من مدينة الخليل جبريل الرجوب الذي عمل مسؤولًا بدوره عن الضفة الغربية. وأصبح الرجلان خصمين كبيرين، الأمر الذي تفاقم على خلفية السباق لخلافة عرفات، المتوفي في عام 2004، الذي فاز به في النهاية محمود عباس.

رغم هذه الهزيمة التي مُني بها في فلسطين، واصل دحلان تطوير علاقاته الدولية التي بدأ يكتسبها في مخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان. ومن عباس إبراهيم، مدير الأمن العام اللبناني في بيروت، إلى النافذين في دائرة المخابرات العامة الأردنية، يمتلك دحلان الآن شبكة واسعة، تهيمن عليها علاقاته في القاهرة، التي أصبحت قاعدته الخلفية. كما منحه دوره الاستراتيجي كرئيس لجهاز الأمن الوقائي في غزة منصة للحوار وتبادل المعلومات مع جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك) وحتى مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي شجع مديرها جورج تينيت، الذي أدار الوكالة من 1996 إلى 2004، صراعه مع حركة حماس في غزة.

1- الحرس اللصيق

أ- جليلة دحلان

وُلدت في المملكة العربية السعودية عام 1966. وتترأس مؤسسة خيرية تُدعى “المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني (فتا، FATA)”.

نشأت جليلة زوجة دحلان -اسمها جليلة إدريس شاكر- في غزة حيث التقت محمد دحلان قبل أن تنتقل معه إلى تونس في التسعينيات. وأنجبت في تونس أول طفلين، فادي في عام 1990، وفراس في عام 1992، بينما كانت تحضر لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس في جامعة تونس. وولدت البنتين هديل وأصيل في غزة في عامي 1995 و2003.

لعبت جليلة دحلان، التي تعتبر من أشد المؤيدين لطموحات زوجها السياسية، دورًا في مبادراته الإنسانية من خلال المؤسسة الخيرية التي تترأسها؛ “المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني (فتا، FATA)”، حيث يجمع محمد دحلان الأموال الخاصة بالمؤسسة من خلال شركته “الثريا للاستشارات والبحوث”. وتنظم جليلة دحلان، بمساعدة الفلسطيني وسام جرغون في غزة، توزيع شحنات المساعدات الطبية والغذائية الخاصة بالمنظمة غير الحكومية، وتزور إلى غزة عبر معبر رفح المصري أو معبر إيريز الإسرائيلي، ما يوضح العلاقة الجيدة بين أسرة دحلان وكلا البلدين.

وبالإضافة إلى الترويج لمحمد دحلان بين سكان غزة، تشكل المنظمة غير الحكومية، الممولة بشكل مباشر من وزارة الثقافة والتنمية الاجتماعية التابعة لدولة الإمارات، التي يقبع على رأسها الوزير نهيان بن مبارك آل نهيان، أيضًا منصة توزيع إنسانية رئيسية تابعة لأبو ظبي، التي تأتي بعد الدوحة، أكبر مزود للمساعدات لقطاع غزة.

وعلاوة على أنشطتها الإنسانية، ترتب جليلة دحلان أيضًا اجتماعات زوجها، التي يُعقد الكثير منها في منزلهما في أبو ظبي. ولا يزال أبناؤهما يعيشون في الإمارات بعد اعتقال فراس في دبي عام 2015 لحيازته الهيروين. يُشار إلى أنَّه أُطلق سراحه بأمر من العائلة المالكة.

ب- غسان جاد الله

وُلد في غزة عام 1978. وهو الذراع الأيمن لمحمد دحلان في أبو ظبي. وقد حصل غسان جاد الله، المولود في قطاع غزة، على شهادة في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس، ودرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة. وبعد ذهابه إلى المنفى في أبو ظبي عام 2012، أصبح الذراع الأيمن لمحمد دحلان في الإمارة على رأس مجموعة من الفلسطينيين المنفيين المقربين من المسؤول الاستخباراتي السابق. وهو يعمل لدى شركة “الثريا للاستشارات والبحوث (أبحاث)” المملوكة لمحمد دحلان، حيث يضم فريق العمل الذي يترأسه؛ جوليا عويضة، التي عُينت بعد دراستها للغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية بغزة والعلاقات الدولية في جامعة الشارقة.

تُجري “أبحاث”، التي تعتبر شركة تابعة لشركة “رويال” القابضة، المملوكة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، التي يقع مقرها على كورنيش أبو ظبي، مهمات استشارية لصالح زبائن دوليين سريين، علاوة على تنظيمها فعاليات خيرية لجمع الأموال للأراضي الفلسطينية، التي يأتي جزء كبير منها من الهلال الأحمر الإماراتي.

يعتبر جاد الله كذلك عضوًا في حركة محمد دحلان السياسية “تيار الإصلاح الديمقراطي”، ويساهم في نشر رسالة دحلان السياسية بشكل منتظم من خلال تصريحات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين تعليقاته؛ أنَّه ندد بإبعاد محمود عباس لخصومه من رام الله. وهو يعمل يدًا بيد مع سفيان أبو زايدة، الوزير السابق لشؤون الأسرى، وزميله الفلسطيني محمد عبد السلام، الذي قضى فترة من الوقت في القاهرة قبل أن ينتقل لأبو ظبي حيث يعمل حاليًّا لدى الهيئة العامة للشباب والرياضة التابعة لدولة الإمارات. الجدير بالذكر أنَّ جاد الله ودحلان حصلا على الجنسية الصربية في عام 2013.

ج- سمير المشهراوي

وُلد في رفح عام 1965.، وهو شريك في تأسيس “تيار الإصلاح الديمقراطي” الفتحاوي. وقد قضى سمير المشهراوي، الذي كان رفيقًا لمحمد دحلان لسنوات عديدة، فترة في السجن لمشاركته في الانتفاضة الأولى عام 1987. وقد رقي المشهراوي، الذي عُين في منصب تنفيذي بحركة فتح في غزة بعد ذلك بعام -قبل فترة اعتقال جديدة- ثُمَّ عمل في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو. وفي الانتفاضة الثانية عام 2000، عاد إلى مسقط رأسه غزة، حيث عمل في اللجنة العليا لحركة فتح، وكان على اتصال مكثف بدحلان، الذي كان يترأس جهاز الأمن الوقائي.

استقال المشهراوي، الذي ركز بشكل خاص على قضايا الفساد -رفض عددًا من المناصب الوزارية، وعارض كلا من ياسر عرفات ومحمود عباس- بعد انتخاب عباس عام 2004 ليشارك في تأسيس “تيار الإصلاح الديمقراطي” الفتحاوي مع دحلان. واجتذب التيار دعم طرف منشق عن فريق عباس، بمن في ذلك شقيق المشهراوي الأصغر زياد المشهراوي، وهو مستشار مخلص آخر لدحلان. وبالإضافة إلى نفس المعتقدات السياسية، فإنَّ المشهراوي ودحلان مقربان للغاية من مصر، التي يعتبرها المشهراوي “شريك مصير” لفلسطين. وقد حصل المشهراوي كذلك على الجنسية الصربية عام 2013 في أعقاب استثمارات دحلان في البلقان.

يقبع المشهراوي الذي أقام في الضفة الغربية على رأس القاعدة الخلفية التابعة لدحلان، بعد أن نجا في اللحظات الأخيرة من موجة اعتقالات شنتها المخابرات العسكرية الفلسطينية ضد أعضاء “تيار الإصلاح الديمقراطي” في عام 2020. وهو غالبًا ما يمثل دحلان في اللقاءات الرسمية، مثل الاجتماع الذي نظمه ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، في موسكو في يناير 2021. وحضر المشهراوي الاجتماع رفقة ثلاثة مساعدين آخرين لدحلان، وهم جعفر هديب، وماجد أبو شمالة، ومحمود “لينو” عيسى، الأمين العام لحركة فتح في لبنان، وذلك لمناقشة المصالحة الفلسطينية والانتخابات المزمع إجراؤها في ذلك العام.

2- العلاقات السياسية

أ- عبد الفتاح السيسي

بعد مسيرة مهنية في الجيش، عُين عبد الفتاح السيسي المولود في عام 1954، لرئاسة المخابرات الحربية المصرية في عام 2010. وتعاون أثناء خدمته، حيث كان مسؤولًا عن غزة، بشكل وثيق مع دحلان للحد من أنشطة حماس. وتقابل الرجلان بشكل متكرر منذ عام 2011 الذي ذهب فيه دحلان إلى المنفى. وقيل: إنَّ دحلان سيعيش في القاهرة، التي كانت قاعدته الخلفية لعدد من السنوات، لكنه قرر في النهاية أن يتخذ من أبو ظبي موطنًا جديدًا له.

أصبح السيسي ودحلان مقربين بشكل خاص بعد وصول القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي إلى السلطة في عام 2012 في أعقاب انتفاضات الربيع العربي، حيث بذل السيسي جهدًا كبيرًا للإطاحة بالزعيم الجديد. وبعد تعيينه قائدًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر في عام 2012، قاد السيسي في العام التالي التحالف الذي أطاح بمرسي من منصبه، ما فتح الباب أمامه ليصبح رئيسًا في عام 2014.

ومع وجود صديقه الآن في منصب رئيس الدولة في مصر، تمكن دحلان من التوجه إلى غزة، حيث توسط في الفتح الدوري لمعبر رفح الحدودي مقابل المساعدة في صراعه ضد حركة حماس، بما في ذلك تدمير أنفاقها التي كانت ممتدة بين الجيب الفلسطيني وسيناء. وتمر الآن شحنات المساعدات الممولة من الإمارات عبر مصر ومعبر رفح لخدمة حملة دحلان الناعمة المستمرة على غزة.

يساعد دحلان الرئيس المصري في مناوراته الدبلوماسية. فعلى سبيل المثال، شارك دحلان في مفاوضات 2016 مع إثيوبيا بشأن “سد النهضة الإثيوبي. ومع الانخراط المصري الوثيق في عملية المصالحة الفلسطينية، أصبح التعاون بين السيسي ودحلان أمرًا أساسيًّا، وذلك بهدف تشكيل سياسة فلسطين المستقبلية. حيث لا يريد السيسي إخراج الحرس القديم لعباس من المشهد فحسب، بل تود القاهرة أن يكون هناك شخص مثل دحلان على رأس السلطة للمساعدة في تسهيل العلاقات مع إسرائيل. يذكر أنَّ التطبيع بين الإمارات وإسرائيل أدى إلى تهميش مصر، التي كانت على علاقة جيدة مع تل أبيب منذ اتفاق السلام عام 1979.

ب- محمد بن زايد آل نهيان

وُلد الشيخ محمد بن زايد في نفس العام الذي ولد فيه محمد دحلان، وكان لا يزال يعمل طيارًا مقاتلًا في القوات الجوية الإماراتية عندما التقى دحلان لأول مرة. وأدت علاقتهما الطويلة إلى أن يصبح دحلان مستشاره الخاص بعد أن ذهب للعيش في الإمارات. وفي ذلك الوقت، في أوائل عام 2010، بلغ التوتر المتزايد بين أبو ظبي والسلطة الفلسطينية ذروته بسحب الإمارات تمويلها المباشر، واختيارها بدلًا من ذلك تقديم المساعدة لفلسطين عبر الأمم المتحدة أو الجمعيات الخيرية، مثل جمعية “تكافل” التي يشارك دحلان في إدارتها. ومنذ ذلك الوقت، اعتمدت أبو ظبي على دحلان كخليفة لعباس، حتى لو تطلب ذلك العمل على تهميش خلفاء عباس المحتملين، مثل جبريل الرجوب أو رئيس المخابرات العامة الحالي ماجد فرج.

بصفته المستشار الخاص لمحمد بن زايد، يقوم دحلان بالعديد من المهام التجارية والسياسية السرية من اليمن إلى ليبيا والسودان والبلقان. والأهم من ذلك كله، استخدم دحلان علاقاته الراسخة على كلا الجانبين لتسهيل التقارب الإماراتي الإسرائيلي، فنظم اجتماعات قمة بين مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين. وقد كانت اتفاقية التطبيع التي أُبرمت في عام 2020 تتويجًا لسنوات من المفاوضات السرية.

أخيرًا، يعتبر دحلان، الذي عارض جماعة الإخوان المسلمين منذ صراعه ضد حماس، شخصية محورية لمحمد بن زايد فيما يتعلق بتركيا. فمن جهتها، تستقبل أنقرة بانتظام زعيم حماس إسماعيل هنية، وفي ديسمبر 2019، وضعت دحلان على قائمة الإرهابيين المشتبه بتحالفهم مع حركة الخدمة أي “تنظيم فتح الله غولن FETÖ”، المقيم في الولايات المتحدة.

ج- ألكسندر فوسيتش

الرئيس الصربي المولود في عام 1970. كان أول منصب حكومي تقلده ألكسندر فوسيتش، العضو في “الحزب الراديكالي الصربي” اليميني المتطرف منذ عام 1993، هو منصب وزير الاتصالات في عام 2000. ثُمَّ عُين نائبًا لرئيس الوزراء في عام 2012، واستمر في شغل منصب رئيس الوزراء من 2014 إلى 2017 عندما أصبح رئيسًا. وقد تعرّف على دحلان من خلال شقيق الأخير عبد ربه دحلان، الذي افتتح شركة “الفرسان” العقارية في بلغراد في عام 2006. وفي وقت لاحق، زار محمد دحلان صربيا بنفسه في مهمة لبدء اتصالات تجارية نيابة عن الإمارات. وتعامل دحلان، الذي انتقل إلى فيلا فاخرة كان يقطنها سابقا بوريس تاديتش، رئيس صربيا من 2004 إلى 2012، مباشرة مع فوسيتش.

في عام 2013، وافق الزعيم الصربي على افتتاح سفارة في الإمارات، بينما استحوذت شركة “الاتحاد للطيران” على 49٪ من أسهم شركة الطيران المحلية “خطوط جات الجوية Jat Airways”، واستثمرت الشركة الإماراتية “الظاهرة الزراعية” في المزارع الصربية. ولا تزال أبو ظبي واحدة من الزبائن الرئيسيين لشركة الأسلحة الصربية “يوجو إمبورت Yugoimport”، كما استثمرت شركة “إنترناشيونال جولدن جروب (IGG)” الإماراتية في صربيا، وعلى الأخص من خلال الوكيل الصربي سلوبودان تيستش، الذي يُزعم أنَّه على علاقة بألكسندر فوسيتش.

لشكر صديقه المخلص، منح فوسيتش الجنسية الصربية لدحلان وزوجته وأولادهما الأربعة، متجاوزًا الإجراءات المعتادة للتجنيس. وتمكن دحلان، الذي حصل أيضًا على جنسية الجبل الأسود في عام 2012، كذلك من الحصول على الجنسية الصربية لأحد عشر من أصدقائه الفلسطينيين الذين يعيشون في وضع صعب في الضفة الغربية وغزة. ومن هؤلاء مساعداه المقربان سمير المشهراوي وغسان جاد الله، وكذلك سفيان أبو زايدة، وزير شؤون الأسرى الأسبق، ومحمد شامية، الذي يترأس حاليًّا جمعية خيرية في جنيف. ورغم علاقاته الممتازة مع الرئيس الصربي، كان دحلان موضوعًا لتحقيق من قبل “شبكة البلقان للتحقيقات الاستقصائية (BIRN)” بشأن الترتيبات المالية التي كانت وراء بيع الفيلا لصديقه أدهم أبو مدللة، السفير الفلسطيني السابق لدى الجبل الأسود والسكرتير الأول للبعثة الدبلوماسية الفلسطينية في بلغراد.

3- شبكة الأعمال التجارية

أ- ديفيد ميدان

وُلد في عام 1955. ويترأس شركة “ديفيد ميدان للمشاريع”. ويعتبر ديفيد ميدان، ضابط الموساد السابق الذي تحول للعمل كمستشار لشؤون الشرق الأوسط، أحد أفراد شبكة علاقات محمد دحلان الإسرائيلية الرئيسية في المجالين السياسي والتجاري. حيث كان الرجلان مسؤولين عن تقديم الصناعة السيبرانية الإسرائيلية إلى السلطات الإماراتية في 2010.

مثّل ميدان شركة “سيركلز Circles”، أول شركة إسرائيلية متخصصة في مجال اعتراض بروتوكول “إس إس 7 SS7″، في الإمارات لعدة سنوات، ما ساعد في تأمين عقدها مع الحكومة. جدير بالذكر أنَّ شركة “إن إس أو جروب NSO Group” استحوذت لاحقًا على “سيركلز”. وكانت شريكتها المحلية هي شركة “الثريا للاستشارات والبحوث”، شركة الاستشارات التي يسيطر عليها دحلان. وهكذا جاءت شركة “سيركلز”، التي استحوذت عليها “إن إس أو” لاحقا، للعمل في “الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني (NESA)” في الإمارات، التي أصبحت حاليًّا “وكالة استخبارات الإشارات (SIA)”.

في الإمارات، عمل ميدان لفترة طويلة مع رجل الأعمال آفي ليومي. وحتى عام 2012، استحوذ المدير السابق لشركة Aeronautics Defense Systems (ADS)” على أحد العقود الأولى لتصنيع طائرات مسيرة مع الإمارات، كما فعل ماتي كوتشافي، حسبما كشفت إنتليجنس أونلاين في عام 2019.

يظل ميدان العمود الفقري للأعمال الأمنية المشتركة بين إسرائيل والإمارات. وقد كان له دور أساسي في العقد الممنوح لشركة “سيليبرايت Cellebrite”، وفي وقت سابق من عام 2021، كان كبير المفاوضين بشأن العرض الإسرائيلي المقدم من شركة “إلبيت سيستمز” وشركات أخرى لتزويد الإمارات بهندسة الأمن السيبراني، بما في ذلك تشكيل “فريق استجابة للطوارئ الحاسوبية (CERT)” لصالح دبي مقابل مبلغ إجمالي قدره 340 مليون دولار. الجدير بالذكر أنَّ هذا العرض لم يُكتب له النجاح.

خدم ميدان، المصري المولد، في كل من “الوحدة 8200” التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وجهاز الموساد، حيث ترقى ليترأس القسم المسؤول عن الاتصال بأجهزة الاستخبارات الأخرى “تيفيل Tevel”، وقد عرف دحلان منذ ذلك الحين وتعاونا في حياتهما المهنية. وكان ميدان، المقرب من بنيامين نتنياهو، مسؤولًا عن ملف الأسرى تحت إشراف مباشر من رئيس الوزراء، الأمر الذي جعله على اتصال دائم بالسلطة الفلسطينية، لا سيما في غزة، في الوقت الذي كان فيه دحلان يترأس جهاز الأمن الوقائي. وفي عام 2011، أشرف ميدان على إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في عام 2006. يذكر أنَّ المخابرات المصرية انخرطت كذلك في تلك المفاوضات.

بالإضافة إلى رئاسة شركته الخاصة “ديفيد ميدان للمشاريع”، يشغل ميدان عضوية مجلس إدارة شركة معالجة المياه “بورامون Purammon”، ويقدم الاستشارات لشركة الأسهم الخاصة “كوريت Koret”، وشركة الأدوية “ريد هيل بيوفارما RedHill Biopharma (RDHL)”، وشركة التعلم الآلي لنظام مراقبة أنظمة الحاسوب “لوم سيستمز Loom Systems”.

ب- فادي السلامين

وُلد في الخليل عام 1983، وهو رجل أعمال وباحث. لقد كان فادي السلامين، الناشط والمعارض الصريح لمحمود عباس، ضمن الدائرة المقربة من دحلان في مرحلة ما، رغم أنَّه يتولى حاليًّا من واشنطن الترويج للمرشح الرئاسي المحتمل الآخر مروان البرغوثي، القيادي بحركة فتح، والمعتقل في السجون الإسرائيلية. وبصفته رئيسًا لشركة “السيرينا الدولية للتجارة والاستثمار”، المسجلة في الأراضي الفلسطينية عام 2013، كان لدى السلامين تعاملات تجارية مع شركة “أبحاث”، التي يديرها دحلان عن بُعد من أبو ظبي.

أقام السلامين، الذي يعيش في المنفى حاليًّا بالولايات المتحدة، دعوى قضائية في عام 2016 أمام محكمة كولومبيا الفيدرالية ضد “بنك فلسطين”، المقرب من عباس، بعد أن جمد البنك حسابات “السيرينا” جدير بالذكر أنَّ السلامين زميل غير مقيم في “جامعة جونز هوبكنز” في واشنطن، وهو يعتبر كذلك جزءًا من شبكات دحلان المالية، ما أثار ضده اتهامات بالفساد في الضفة الغربية.

عنوان التقرير الأصلي:

Mohammed Dahlan juggles UAE role and Palestinian ambitions, الرابط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى