د. آرش رئيسي نژاد. أستاذ مساعد في العلاقات الدولية جامعة طهران
توطئة
يوجد الكثير من الجدل حول دوافع السياسية الإيرانية الخارجية، والتي تمتد تأثيراتها إلى الخليج واليمن ولبنان وسوريا وجنوب القوقاز، ويسعدنا في “الملتقى الاستراتيجي” أن نقدم ترجمة لورقة بحثية نشرها آرش رئيسي نژاد الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة طهران في العدد رقم 31 من دورية ” Iranian Review of Foreign Affairs (IRFA)” النصف سنوية التي يصدرها معهد الأبحاث الاستراتيجية بإيران.
نبذة مختصرة
لقد جذب عمق وتوسع الارتباطات المثيرة للجدل لإيران مع وكلائها الأنظار. وبينما تُهدر الكثير من الطاقات في مناقشة السياسة الإقليمية لإيران، فقد ركزت غالبية التحليلات، إما بقصد أو بدون قصد، على سردية “الهجوم الفارسي الشيعي”.
تسعى هذه الورقة إلى تعقب جذور السياسة الإقليمية لإيران عبر جغرافيتها وتاريخها الفريدين. فمن غير الممكن فصل السياسة الإقليمية لإيران عن استراتيجياتها الجيوسياسية. ومن أجل تسليط الضوء على هذه الاستراتيجيات، تبدأ الورقة بتتبع صعود سلالة الأخمينيين الفرس وصولا إلى إنشاء الجمهورية الإسلامية، وستركز على القوى الرئيسية التي تقف خلف سياسة إيران واستراتيجياتها الإقليمية.
تشرح الورقة مفهوما أساسيا هو “العزلة الاستراتيجية” باعتباره سمة دائمة لإيران، وذلك من خلال التركيز على لعنة الجغرافية وشعور إيران التاريخي الذي لازمها بإنعدام الأمن. وسيظهر معنا تأثير العزلة الاستراتيجية لإيران على سياستها الخارجية غير الدولتية، وعلى علاقاتها الاستراتيجية مع الجهات العسكرية غير الحكومية بهدف احتواء أعدائها الإقليميين. وفي النهاية، ستناقش الورقة كيف أن هذه السياسة الخارجية غير الدولتية التي تبنتها الدولة الإيرانية للحفاظ على وحدة وأمان البلاد، أوقعتها في مأزق جيوسياسي دائم، وعمقت الأزمة الإقليمية في الشرق الأوسط.