
الحدث
أعلنت وزارة الدفاع التركية في فبراير 2025 أنَّ الجنرال متين جوراك رئيس الأركان العامة التركية زار مقديشيو للاجتماع مع نظيره الصومالي، ومع عبد القادر نور وزير الدفاع، ومع حمزة بري رئيس وزراء الصومال، كما تفقد جوراك قيادة البعثة الصومالية التركية، وقيادة مجموعة المهام البحرية الصومالية، وألقى كلمة بحضور أفراد بعثة الجيش التركي في الصومال، وحضر حفل أداء القسم لوحدات الكوماندوس الصومالية.
التحليل
تهدف زيارة الجنرال جوراك إلى تفقد القوات التركية بالصومال في ظل التوتر بالقرن الإفريقي وترقب مدى نجاح المفاوضات المنتظرة بين مقديشيو وأديس أبابا بخصوص تأمين وصول إثيوبيا للبحر وفقًا لإعلان أنقرة الذي توسطت فيه تركيا بين البلدين.
تشرف تركيا على تدريب وتأهيل قوات الأمن الصومالية بالأخص عبر أكاديمية “تركسوم” العسكرية بمقديشيو، كما تعمل فرقاطتان تركيتان ضمن مجموعة مهام بحرية مكلفة بتأمين عمليات تنقيب السفينة “الريس عروج” وسفينتي دعم وإمداد مرافقتين لها، عن النفط والغاز أمام سواحل الصومال، فيما تشارك طائرات بيرقدار التركية خلال العمليات التي تستهدف حركة الشباب، وكذلك تتولى البحرية التركية مهمة تأسيس قوات بحرية صومالية وتدريب عناصرها ومنع التهديدات والانتهاكات للخارجية للسواحل الصومالية، وذلك وفق اتفاقية ثنائية للدفاع المشترك وُقعت في عام 2024، وتسري لعشر سنوات.
تدرس أنقرة احتمال سحب الرئيس الأمريكي ترامب قواته من الصومال، وتداعيات ذلك على صراع الحكومة في مقديشيو ضد حركة الشباب، حيث سبق في عام 2020 أنَّ أمر ترامب في إدارته السابقة بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها 700 جندي من الصومال، لكن قررت إدارة بايدن في عام 2022 إعادة نشر القوات الأمريكية في الصومال مجددًا.
من المرجح أنَّ الجنرال جوراك تناول في لقاءاته مع المسؤولين الصوماليين آفاق تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين، وبالأخص قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس التركي أردوغان إلى الصومال وإثيوبيا، والتي سبق لأردوغان أن أعلن نهاية العام الماضي أنَّها ستكون خلال أول شهرين من عام 2025.
تشير الزيارات المتكررة لكبار المسؤولين الأتراك في الجيش والخارجية والاستخبارات إلى مقديشيو -حيث سبق أن زار إبراهيم قالن رئيس جهاز الاستخبارات التركي مقديشيو في مايو 2024- للأهمية التي توليها أنقرة للصومال، باعتبارها بوابة للقرن الإفريقي، ونقطة انطلاق للتواجد في المحيط الهندي الذي يمثل بؤرة التنافس بين القوى الكبرى، وساحة واعدة للاستثمار والتنقيب عن النفط والغاز.