استراتيجيتحليلات

اجتماعات تركية أمريكية رفيعة المستوى

الحدث

انعقد في واشنطن لقاء مجموعة العمل التركية ـ الأمريكية بشأن سوريا، برئاسة نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي ونظيره الأمريكي كريستوفر لاندو. وتناول الاجتماع أولويات البلدين في سياساتهما تجاه سوريا، وآلية رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وملف مكافحة داعش، وتقييم فرص التعاون بشأن معسكرات الاعتقال الموجودة شمال شرق سوريا، إلى جانب تقديم الجانب الأمريكي معلومات عن الإجراءات الجارية لإعادة تنظيم وجود قواته العسكرية في سوريا. وجاء الاجتماع بعد لقاء آخر انعقد في أنقرة لمجموعة الدفاع رفيعة المستوى بين البلدين بمشاركة وفد تركي برئاسة الجنرال إلكاي ألطن داغ رئيس قسم الشؤون الأمنية بوزارة الدفاع، ووفد أمريكي برئاسة كاثرين طومسون وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الأمن الدولي بوزارة الدفاع. وتضمن الاجتماع تبادل وجهات النظر حول تطوير فرص التعاون في مجال الدفاع والصناعات الدفاعية وقضايا الأمن الإقليمي والدولي.

الرأي

تهدف تلك النوعية من الاجتماعات لإدامة التشاور والحوار المنتظم تجاه الملفات محل الاهتمام المشترك، ولمعالجة الخلافات بهدوء عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية، ولتجنب حدوث تصعيد.

إنَّ تركيا طرف رئيسي في ملفات سوريا والعراق وليبيا والقرن الإفريقي وجنوب القوقاز فضلًا على شرق البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى، كما تلعب دورًا مهمًا في أمن البحر الأسود. وتسعى أنقرة لحث واشنطن للضغط على تل أبيب لوقف اعتداءاتها في سوريا، وتلافي حدوث صدام تركي إسرائيلي في سوريا، كما تناقش مع مسؤولي إدارة ترامب مستقبل ملف قسد، وضرورة دمجها ضمن مؤسسات الدولة السورية الجديدة، ومتابعة إجراءات ومتطلبات رفع العقوبات عن سوريا، وعملية تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.

تتشارك تركيا والولايات التنسيق في مواجهة تنظيم داعش، ومنعه من توظيف التغيرات في سوريا لإعادة بناء قدراته، كما يبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والتدريب والصناعات الدفاعية، ويعملان على تجاوز التوتر الذي أعقب شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400 في عام 2017، والذي أدى لتجميد بعض الصفقات الدفاعية الأمريكية لتركيا، واستبعادها من برنامج تصنيع طائرات إف 35 بحجة انتهاكها قانون مكافحة أعداء أمريكا “كاتسا”.

تدرك واشنطن أهمية دور تركيا في حلف الناتو، ومركزيتها في موازنة النفوذ الروسي في البحر الأسود وجنوب القوقاز، فضلًا على حضورها في ملفات حيوية أخرى، ولذا تحرص على استمرارية اللقاءات الثنائية لإبقاء العلاقات إيجابية ولتجنب الانزلاق لمربع التوتر. وبالنظر إلى دعوة ترامب لإنهاء الحروب واستئناف الضغط الأقصى على إيران، يمكن لأنقرة أن تتقاطع مع واشنطن عبر لعبها دورًا محوريًّا في تحقيق الاستقرار في سوريا، وحل الصراع في أوكرانيا، وموازنة نفوذ طهران في العراق.

أحمد مولانا

ماجستير علاقات دولية، باحث في مجال الدراسات الأمنية والسياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى