أمنترجمات

انتليجنس أونلاين: إسرائيل ترسم خرائط لأنفاق غزة بتقنيتي SAR و Lidar

حشدت تل أبيب جميع قدراتها الاستخباراتية لرسم خريطة لأنفاق حماس، والتي تمثل تحديًا كبيرًا إذا ما أراد الجيش الإسرائيلي تحييد القدرات الهجومية للحركة.

ففي خضم هجومه البري على قطاع غزة، حشد الجيش الإسرائيلي قدراته الاستخباراتية لرسم خريطة “مترو أنفاق غزة”، بالتعاون مع وحدة الاستخبارات الجيومكانية “الوحدة 9900” التي تستخدم مجموعة من التقنيات المتخصصة لمحاولة معرفة شبكة الأنفاق المعقدة التي حفرتها حماس في القطاع. إن كون هذه الأنفاق تحت الأرض وغير مرئية من الجو يجعلها تتطلب قدرات تكنولوجية متطورة بما في ذلك تقنية الكشف والتصوير بالليزر والمدى (Lidar) أو رادار الفتحة الاصطناعية (SAR).

يساعد القمر الصناعي Ofek-13 الذي صنعته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) في تحديد مداخل ومخارج الأنفاق المحتملة بين الأنقاض ووسط البنية التحتية المدنية. فعندما ترى الهياكل المعدنية تحت الأرض بفضل صور تقنية SAR، حينها يسهل إعادة رسم الهيكل العام لشبكة الأنفاق المعقدة. وفي عام 2008، حصلت إسرائيل بمساعدة إيطالية على هذه التقنية التي تساعد على اكتشاف مداخل الأنفاق. لكن حماس وجدت تدريجيا طريقة للتغلب على ذلك من خلال إخفاء مداخل الأنفاق تحت المباني.

أصبحت المراقبة الجوية الثلاثية في هذه المرحلة أكثر أهمية، وذلك باستخدام طائرات تجسس مجهزة برادار X-Band (وهو رادار دقيق ولكن قدرته على اختراق الأرض ضعيفة)، ورادار L-band (الذي يمكنه التعمق في الأرض) وتقنية Lidar. ويمكن لهذه التقنية الأخيرة رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للتضاريس في غزة بدقة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، وقد استُخدمت لمساعدة القوات الإسرائيلية على التحرك في غزة. وبالإضافة إلى ذلك، إذا مرت الطائرات المسيرة بشكل منتظم في الأجواء، فإن هذا التصوير المتكرر للمنطقة يمكن أن يكتشف اختلافات بحجم يصل بضعة ملليمترات فقط في هيكل المبنى، حيث يمكن أن تكون فتحة النفق هناك.

بالنسبة لطلعات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، تعتمد إسرائيل على سرب الاستخبارات رقم 100 التابع لسلاح الجو الإسرائيلي (تايسيت 100)- المعروف أيضًا باسم “وحدة شيليف”- ومقره في اللد. وتمتلك الوحدة أسطولاً كبيراً قادراً على تغطية كل بوصة مربعة من قطاع غزة، وتعتبر طائرات Beechraft Super King Air 200– التي تحمل الاسم الرمزي Zufit– هي الطائرات الرئيسية القادرة على استخدام تقنية Lidar، إلى جانب طائرات Eitan المسيرة التي طورتها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) وطائرة Hermes 900 من شركة إلبيت سيستمز التي توفر البيانات الفنية اللازمة لنموذج شبكة الأنفاق في غزة، وذلك بفضل كبسولات Lidar التي تستخدمها الشركة.

إلى جانب قدرات الاستخبارات البشرية واستخبارات الإشارة (SIGINT)، توفر هذه الأدوات خريطة كاملة لشبكة الأنفاق الواسعة المحفورة على امتداد واسع، وعلى أعماق تزيد عن 10 أمتار.

إن الجهة المسؤولة عن هذا العمل هي مركز رسم الخرائط التابع للوحدة 9900، والذي يعمل بالتعاون مع “وحدة Egoz” المسؤولة عن تحليل هذه الصور. وترسم هذه التقنيات أنفاق غزة بشكل افتراضي، وقد استخدم التحالف الدولي لمحاربة داعش تقنية مماثلة للكشف عن أنفاق التنظيم أثناء حصار الموصل في العراق في عام 2017.

يُعد المنتج النهائي من العمل المطول لدمج البيانات أداة حاسمة لوحدة “ياهالوم” التابعة للجيش الإسرائيلي، المكونة من مهندسين متخصصين في استكشاف الأنفاق والمسؤولة عن اختراقها وتدميرها. وتنقسم الوحدة إلى فصيلتي “أوكيتس” و”سمور” اللتان تعتمدان على الكلاب، وهما المسؤولتين عن هدم منشآت حماس تحت الأرض. وتقوم وحدة القوات الخاصة الإسرائيلية “سيريت متكال” حاليًا بعمليات توغل في الأنفاق في محاولة للعثور على الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وذلك بمساعدة العمل الذي يقوم به عناصر الاستخبارات الجيومكانية GEOINT في “الوحدة 9900”.

انتليجنس أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى