دراساتسياسي

دليلك للمشهد في سوريا

في ظل زخم التغييرات الدولية والأحداث السياسية والتقلبات العسكرية في الجبهات المشتعلة بالعالم الإسلامي، يصبح من الصعب بمكان فهم طبيعة الصراع في كل ساحة، ويتعسر أحيانًا قراءة المشهد على حقيقته. ولقد أصبح الإنسان العربي اليوم بحاجة لتحديثات دورية، حتى صار يقول بعضهم من باب الطرفة؛ إنَّنا اليوم مثل برنامج تقني كبير يحتاج لتحديثه باستمرار وإلا تعطل عن العمل.

ولعل الجبهة السورية من أكثر الجبهات تعقيدًا وتمازجًا؛ لكثرة اللاعبين فيها، وكثرة التقلبات العسكرية وتعقد العلاقات البينية، لكننا في هذا التقرير سنحاول عرض المشهد السوري وفق منهجية سلسة، توضح الأطراف الفاعلة وحدود السيطرة بينها.

خريطة توزع النفوذ في سوريا وحدود السيطرة التقريبية

أولًا: مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ

تخضع مناطق المعارضة شمال غرب سوريا لسلطة هيئة تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولاني، وهي تنظيم عسكري تبلور مطلع 2017 نتيجة تحالف بين عدة فصائل أهمها جبهة فتح الشام التي عملت سابقًا تحت اسم جبهة النصرة، وتسيطر الآن على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي وأجزاء من ريف اللاذقية.

أسست الهيئة حكومةَ الإنقاذ لتكون ذراعها السياسية؛ وهي جهاز أغلب كوادره من النخب المدنية، وتعمل على تحقيق إنجازات خدمية في مجال الأمن والتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية. أما ذراعها العسكرية فهي “غرفة عمليات الفتح المبين” التي تضم الفصائل العسكرية شمال غرب سوريا وعلى رأسها فِرق وألوية الجناح العسكري لتحرير الشام وفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وصقور الشام.

تضم هذه المناطق ما يقرب من 4 ملايين نسمة، معظمهم يقيمون في مخيمات النزوح على الحدود التركية، في الوقت الذي تشح فيه الموارد الزراعية والحيوانية وموارد المياه والطاقة مقارنة بنسبة السكان. وتتمتع إدلب باستقرار نسبي نتيجة تفاهمات تركية روسية منذ 2019، لكنها بقيت تواجه عدة مخاطر أهمها:

  • التهديد السوري والروسي وإمكانية اشتعال الجبهات في أي لحظة.
  • التصنيف الدولي على لوائح الإرهاب، مما يهدد دائمًا بقطع الدعم الدولي وحدوث عزلة سياسية.
  •  خلايا تنظيم الدولة النشطة بالمنطقة.
  • تطبيع الدول العربية والإقليمية مع نظام الأسد وخاصة تركيا.
  • حدوث احتجاجات واضطرابات تأخذ شكل مظاهرات واعتصامات تنشط حينًا وتفتر حينًا.

وبالعموم، تحاول الهيئة تخفيف آثار التصنيف عبر عدة إجراءات سياسية وإعلامية. وتحافظ المنطقة على استقراراها بفضل وجود قوة كبيرة من الجيش التركي على شكل دوريات ونقاط مراقبة، في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الداخلية لفرض الأمن ومكافحة خلايا تنظيم الدولة، وتعمل السلطات على تقديم إصلاحات حكومية واقتصادية لتلبية احتياجات السكان واحتواء المعارضين للهيئة.

ثانيًا: مناطق النفوذ التركي والجيش الوطني

بدأ التدخل التركي في سوريا تزامنًا مع التدخل الروسي والأمريكي، وحدث من خلال أربع عمليات عسكرية واسعة:

  1. حملة درع الفرات سنة 2016 ضد تنظيم الدولة، وأدت إلى السيطرة على مدينة الباب وما حولها في ريف حلب الشرقي.
  2.  حملة غصن الزيتون سنة 2018، ونتج عنها سيطرة الجيش التركي على مدينة عفرين.
  3.  حملة نبع السلام سنة 2019 التي أدت إلى إخضاع الشريط الحدودي شمال شرق سوريا لسيطرة تركيا.
  4.  حملة درع الربيع سنة 2020 التي أوقفت تقدم جيش الأسد وحلفائه نحو إدلب.

باستثناء حملة درع الربيع، فقد أدت بقية العمليات إلى إنشاء مناطق نفوذ لتركيا في سوريا، تديرها المؤسسات الحكومية والخدمية التركية بشكل مباشر، مع وجود عسكري للجيش الوطني وسياسي للحكومة المؤقتة، وتهدف تركيا من هذه المناطق أن تكون جدارًا عازلًا بينها وبين المشروع الكردي الانفصالي.

ورغم أنَّ السلطة الفعلية في هذه المناطق لتركيا، فإنَّ الأخيرة تحاول الظهور كداعم للمعارضة السورية وليس كاحتلال أجنبي، وهذا ما يجعلها تحافظ على مكانة الحكومة السورية المؤقتة ولو شكليًّا، وتبقي الجيشَ الوطني إلى جانبها أثناء العمليات العسكرية، وهو اندماج بين الفصائل العسكرية التي خاضت إلى جانب الجيش التركي عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.

 تأسس الجيش الوطني مطلع سنة 2018، ويضم ما يقرب من 40 فصيلًا، ويندرج شكليًّا تحت وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، لكن فصائله لم تحقق اندماجًا حقيقيًّا، وما زالت تفتقد للتنظيم وتدخل في مناكفات وصراعات بينية مستمرة. [1]

تضم مناطق النفوذ التركي ما يقرب من مليوني نسمة، يقطنون في بقعة لا تزيد عن 7% من مساحة البلاد، وتضم نسبة كبيرة من المهجرين، لكنها تعاني حاليًّا عدة تهديدات لعل أهمها:

  • تعدد الفصائل وكثرة الصراعات بينها، مما خلق بيئة من الفوضى.
  •  عمليات التفجير والتخريب التي تنفذها قسد بشكل مستمر.
  •  الاحتجاجات الشعبية ضد سياسة التطبيع التركي مع نظام الأسد.

لكن بالعموم؛ إنَّ الحماية التي تحققت بوجود الجيش التركي، إضافة لدعم تركيا للمرافق الأساسية والخدمات؛ جعل هذه المناطق قبلة للعديد من السكان.

ثالثًا: مناطق نفوذ التحالف الدولي

بعد سيطرة تنظيم الدولة على معظم مناطق شرق سوريا وغرب العراق سنة 2014، وتزامنًا مع التدخل الروسي شمال البلاد نهاية 2015، بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتدخل العسكري شرق البلاد، وعلى إثر ذلك ظهر ما يسمى الآن بقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

أُعلن عن تأسيس قسد يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم أسلحة لمجموعة عسكرية مختارة بغرض محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وسوقت لها واشنطن على أنَّها تمثل كل مكونات الشعب السوري، غير أنَّها مثلت في الأساس وحدات من حزب حماية الشعب الكردي، وقلة من الفصائل العربية والسريانية والتركمانية.

استطاعت قسد بفضل الدعم الجوي والعسكري والمادي الذي قدمه التحالف الدولي أن تطرد تنظيم الدولة من الحسكة والرقة وأرياف دير الزور والبوكمال، فبلغت مناطق نفوذها 27% من مساحة البلاد تقريبًا، بما في ذلك أهم حقول النفط والغاز مثل حقول العمري والشدادي وكونيكو، كما تسيطر على أهم المناطق الزراعية على ضفاف نهر الفرات، ويبلغ عدد السكان في مناطق نفوذ قسد ما يقرب من 2,6 مليون نسمة، وما زال بقاؤها يعتمد على دعم الولايات المتحدة التي تحتفظ لنفسها بعدة قواعد عسكرية وجوية شمال شرق سوريا.

إنَّ عاصمة قسد حاليًّا هي مدينة القامشلي، وتعاني سلطتها عدة تحديات أهمها:

  • خضوع عدة أحياء في مدينة الحسكة والقامشلي لسيطرة نظام الأسد.
  • التهديد التركي بعد سيطرة أنقرة على الشريط الحدودي الممتد من رأس العين إلى تل أبيض في عملية نبع السلام سنة 2019.
  • تمرد العشائر العربية في دير الزور وحصولها على دعم من نظام الأسد.
  • عمليات خلايا تنظيم الدولة المتمركزة في البادية الشرقية.

لكن حتى هذه اللحظة استطاعت قسد مواجهة التمردات الداخلية بفضل الدعم الأمريكي، وتمكنت من تخفيف تداعيات الهجمات التركية من خلال عقد تحالفات مع النظام السوري والجيش الروسي عبر تسيير دوريات وإنشاء عدة مواقع على حدود النزاع مع تركيا.

ويدخل ضمن نفوذ التحالف الدولي؛ منطقة التَّنَف على الحدود العراقية، وهي قاعدة ضخمة في البادية السورية، أنشأتها الولايات المتحدة سنة 2015 بهدف مكافحة تنظيم الدولة وعرقلة النفوذ الإيراني والروسي في البادية، وتضم القاعدة بعض فصائل الجيش الحر التي كانت نشطة في البادية السورية، لكنها الآن تعمل تحت إشراف الجيش الأمريكي.

رابعًا: مناطق نفوذ الأسد وحلفائه

فقد الأسد -خلال السنوات الأولى من الثورة- سيطرته على معظم البلاد، لكنه بعد التدخل الروسي والإيراني سنة 2015 شرع في استرداد عواصم المحافظات والمدن المهمة. استأثرت روسيا بالقيادة العسكرية، ونشرت ضباطها في غرف العمليات لقيادة العمليات الميدانية بقبضة من حديد، واستغلت سلاح الجو لتحقيق التفوق في المعركة، أما إيران فقد جمعت قوة منظمة من الميلشيات على رأسها حزب الله، وقاتلت جنبًا إلى جنب مع بقايا جيش الأسد.

وبفضل ذلك تمكن الأسد من استرداد مدينة حلب (العاصمة الاقتصادية للبلاد) سنة 2016، وخلال ثلاث سنوات من الحملات المركزة سقطت جبهات الثورة في الغوطة ودرعا وأرياف حمص، وكادت إدلب أن تسقط هي الأخرى لولا التدخل التركي، واستعاد النظام معظم المناطق الشرقية من تنظيم الدولة، وبذلك تمكن من تأمين العاصمة دمشق وإخضاع 63% من الجغرافيا السورية، لكنه توقف على ضفاف نهر الفرات مصطدمًا بالوجود الأمريكي.

لقد كانت نتيجة هذه الحملات باهظة جدًّا، فبحسب تقارير الأمم المتحدة والمرصد السوري والشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ قتل نظام الأسد أكثر من نصف مليون إنسان، منهم ما يقرب من 100 ألف قتلوا تحت التعذيب، ولا يزال مصير 200 ألف تقريبًا من المعتقلين مجهولًا لا يعلم عنهم أقرباؤهم شيئًا منذ سنوات، ومن بينهم الآلاف من النساء والأطفال، وهُجر قسريًا ما يقرب من 14 مليون ساكن أي أكثر من نصف عدد مواطني سوريا، ودمر أكثر من 40 % من البنية التحتية في البلاد.[2]

يحكم الأسد البلاد الآن بقبضة أمنية مشددة، ويتسم نظامه بالطائفية (80% من الوظائف العامة والخدمية بيد الطائفة النصيرية)[3]، ويُخضع ما يقرب من 10 ملايين سوري لسياسة قمعية متوحشة، لكن سلطته في بعض المناطق المحسوبة عليه تتسم بالهشاشة والضعف، مثل درعا والقنيطرة والسويداء التي تشهد انفلاتًا أمنيًّا وتمردًا متواصلًا، ومثل البادية السورية وسط البلاد حيث ينشط تنظيم الدولة.

أما روسيا وإيران فقد حصلتا على العديد من الامتيازات مقابل جهودهما في تثبيت الأسد، فهناك أكثر من 100 قاعدة روسية منتشرة حاليًّا في جميع أنحاء سوريا، أهمها قاعدتا حميميم وطرطوس غرب البلاد،[4] ويبلغ عدد عناصر الميليشيات التي تدعمها إيران في سوريا ما يقرب من 100 ألف من مختلف الجنسيات، منضوين في 70 ميليشيا، وموزعين على ما يقرب من 500 قاعدة عسكرية. [5]

وخلاصة المشهد أنَّ نفوذ روسيا يتركز على الساحل غرب سوريا، في حين تنتشر إيران شرق البلاد قرب الحدود مع العراق، ويتقاسم كلا الطرفين الوجود داخل دمشق وحلب سواء عسكريًّا أو اقتصاديًّا أو تجاريًّا، ويعمل كل طرف على تعزيز نفوذه وترسيخ ثقافته في التعليم والمناهج التدريسية، والسيطرة على المرافق الأساسية مثل الموانئ والمطارات، وموارد البلاد مثل مناجم الفوسفات وحقول النفط والغاز والمعابر الدولية والأسواق. [6]

يواجه نظام الأسد عدة تحديات تهدد بقاءه، لعل أهمها:

  • انهيار العملة وركود الاقتصاد بسبب العقوبات الاقتصادية.
  • الهجمات العسكرية من الفصائل في إدلب.
  • آثار الصراع الإيراني الإسرائيلي وما يترتب عنه من عمليات إسرائيلية في العمق السوري.
  • المشروع الكردي الانفصالي.
  • تمردات وانفلات أمني في جنوب البلاد (درعا وسويداء).
  • نشاط خلايا تنظيم الدولة في البادية.

لكن ما زال النظام راسخًا بفضل دعم حلفائه الدوليين، ويحاول الخروج من عزلته بإعادة علاقاته مع الدول العربية والإقليمية، (ولعله حقق نجاحًا ملحوظًا في ذلك بفضل حملات التطبيع العربية التي وصلت أوجها بعد زلزال شباط 2023)، ويسعى لتعويض خسائره الاقتصادية بتجارة المخدرات والكبتاغون التي تقدم موردًا بديلًا وتشكل ورقة ضغط سياسية على المجتمع الدولي.

الخاتمة

هذا هو المشهد السوري بالعموم؛ معقدٌ ومضطرب ومتغير، أطرافه مزيجٌ من قوى الداخل والخارج، والعلاقات بينهم متشابكة ومتضاربة أحيانًا.

وتحت هذه القوى المتصارعة يعيش ما يقرب من 80% من السوريين تحت خط الفقر، أغلبهم تحت خط الفقر المدقع، مما يجعل سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.[7] ويعاني السوريون أزمة تضخم العملة التي فقدت قيمتها أمام الدولار بـ 290 ضعفًا، وهو ما يعني تضاعف أسعار السلع الغذائية والدوائية والخدمات مقارنة بثبات الدخل والأجور، ولا يكاد راتب الموظف الحكومي في مناطق الأسد الآن يكفيه يومًا واحدًا. ونتيجة لهذه الاضطرابات العسكرية والاقتصادية، تصاعدت موجات الهجرة، وفرَّ 7 ملايين سوري خارج البلاد إلى الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان، والدول الغربية مثل دول الاتحاد الأوروبي.

وفي الختام يمكن تلخيص المشهد في جدول تقريبي يوضح مناطق النفوذ وخصائصها:

 مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذمناطق النفوذ التركي والجيش الوطنيمناطق نفوذ التحالف الدولي وميليشيا قسدمناطق نفوذ الأسد وحلفائه
العاصمةإدلبالقامشليدمشق
مناطق النفوذمحافظة إدلب وجزء من ريف حلب.الريف الشمالي لحلب وشمال شرق شورياشرق سوريامعظم المحافظات السورية
نسبة السيطرة3%7%27%63%
عدد السكان4 ملايين2 مليون2,6 مليون10 ملايين
أهم التحدياتالتصنيف الدولي. تهديد نظام الأسد. خلايا تنظيم الدولة. الاحتجاجات الشعبية. التطبيع الدولي مع نظام الأسد.الفوضى الفصائلية. تهديدات قسد. الاحتجاجات الشعبية.التهديد التركي. تمرد العشائر العربية. تهديد نظام الأسد. خلايا تنظيم الدولة.العقوبات الاقتصادية. تهديد المعارضة في إدلب الصراع الإيراني الإسرائيلي. المشروع الكردي الانفصالي. خلايا تنظيم الدولة. انفلات أمني في جنوب البلاد.

[1] انظر: جسور للدراسات: الجيش الوطني السوري.. تحديات التجربة والمآلات الممكنة، 17 أغسطس 2020، وعمر أوزكيز ليجيك: الجيش الوطني السوري: الهيكلية والوظائف وثلاثة سيناريوهات لعلاقته بدمشق، مؤسسة سيتا.

[2] انظر التقارير السنوية للمرصد السوري (www.syriahr.com) والشبكة السورية لحقوق الإنسان (https://snhr.org/arabic/).

  ([3])موقع الجزيرة، بيدهم 80% من الوظائف.. العلويون بسوريا آخر طائفة بالمنطقة تتحكم في بلد هي فيه أقلية، نشر بتاريخ 17/6/2020.

[4] انظر: جسور للدراسات، المواقع العسكرية للقوى الخارجية في سورية منتصف 2023، (https://jusoor.co/ar).

[5] انظر: المجلة، ميليشيات إيران في سوريا… الأسماء والأرقام والانتشار، (www.majalla.com).

[6] عمرو حسن، التدخل بات احتلالًا.. روسيا وإيران يتقاسمان النفوذ والثروات في سوريا.. موسكو تعتمد لغتها بالمناهج الدراسية وطهران مشرفة على التعليم، مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، 21 – 6 – 2021، (www.asharqalarabi.org.uk).

[7] برنامج الأغذية العالمي، (https://ar.wfp.org/countries/syria-ar).

أسامة عيسى

باحث في الدراسات العسكرية والشأن السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى